الأربعاء، أغسطس 31، 2011

سُمْ


أحتاجٌ أنْ أبكي
بصوتٍ شاهقِ العلوِ
بِقلبٍ مَلَّ مِنْ صَبري
أحتاجُ أنْ أشكي
بِوقتٍ فيهِ لم يَسري
ولا عَادتْ حكايانا .. كَم كَانتْ
ولا ارتجفَ الفؤادُ بِسمعةِ الإسمِ
أنا يَا وردُ لَم أقتل
و لم أسحق بَقايا حُبنا الشوكي !
وَلمْ أدفن ضياءَ الشمسِ في الأفقِ
ولا عاهدتُ البعدَ عَن قصدِ
أنا يَا كُحليَّ الأسودْ
تَداركتُ الدموعَ الكالحاتِ المملوءة بالسُمِ
مَمْلوءةٌ بالبعدِ والآهاتِ والدنفِ
هيَ الأيامُ تَسرقنا من مضاجعنا
وتَرمينا إلىَ الدُنيا بِلا خططِ
بلا استعداد لا نَفسيّ ولا جسدي !
ونَظلُ لا دُنيا , ولا دينٍ ولا حُبٍ
ولا قَلبٍ تَعودَ أن يصاهِرَ أمجَادهُ " الألمِ "
أحِبُكَ .. و كَم أقولُ لكْ ؟
وكَمْ ألَمِحُ عن الأوقاتِ في الحُب
وكَمْ أصغي لشيءٍ فيكَ يتلعثمْ
يسببُ الآهاتَ في العمقِ
لشيءٍ ظَلَّ ممتلأً !
إن قَرّبتَ مِنهُ شظيةَ الكَلِمِ
تَفجر مِن كل النواحي
طَعنةً مشبوهةً
وجرحٌ لَم يزل يَعوي
تَوقف يَا غريبَ القَلب !
أنَا مَاعدتُ أهتمُ ولن أحكي سِوى هَمي
ولَنْ أسمع , ولن أصغي , ولنْ أخضع
سِوى ذَاكَ الذي , لِترابِ أقدامي
يَهواني ويَفدي
أحتاجُ أن أبكي ..
عَلى جُرحي
المُرَمل في الهَوى , المقتولُ بالسُمِ !


السبت، أغسطس 06، 2011

عَابرُ سبيل


تَوقفْ أيُها العَابرُ في هَذا السبيل
قُل لي .. قَبلَ أنْ تَرحل رويداً
مِنْ أينَ تَجلبُ الصَبرَ الجَميل ؟
كَيفَ تُحَجِرْ دَمعكَ الآتِي عَلى الخَدِ المسيل
كَيفَ تنساني أنا
كَيفَ تنساني وأنا كُنتُ الهوى
كَيف تنساني وأنا كُنتُ الجَوى
كَيف تنساني أنا !
كَيفَ تنسى ؟
طاحونة الأشواق تَنزفُ حبنا
والرصيفُ الأسود الحيران في وسطِ المَدى
لَم يزل يسأل عنا
لَمْ يزل يَسأل كَيفَ انتهينا من هوانا
ومَتى كَان العدى ؟
كَيفَ سَلينا سُيوفَ الغاضبين الحاقدينْ
ومَتى نَشتهي من بعضنا كُل الأذى ؟
كَيفَ أسقطنا الجَنينَ المستريح
في رَحميَّ الوردي , كَيفَ ضيعنا الهُدى
تَوقف أيها العابرُ في هذا السَبيل
لا تتركْ الدُنيا التي من بُعدِكَ القاتلِ
قَدْ ضاعتْ سَدى
إنَّ مافينا ضَياعٌ يا عزيزي
لا تصلهُ بالظروف
فالمنتفعْ مِن ظَرفنا هذا !.. العِدى
قُلْ بالصَريحْ ..
إني مَليتُ الوِصال ... حُبنا اليومَ انقضى
لا تَدفنِ فؤادي في الرِمال
لا تُعلقني عَلى الذِكرى التي مِنْ ظِلها لا لا أنام !
أنا أحتاجُ الرشاد
أنا أحتاجُ الخريطة
دُلني أينَ المهاد
كي أغفو على صَدرِ المَدينة
وأجوب الطرقاتْ العارية
فيها أشتمُ حُبك
فيها قد أبصرُ حزنك
فيها قد أجهضتُ كرهك
لا تُصدق يا عزيزي
أن المُحب من بعدِ حُبهْ وهيامه
يَكرهُ الحُب .. والحبيب
إنهُ لا يَكرهُ الحب , ولا يَكرهُ أيضاً
ذلك المَدعوُ باسمه "حبيب
إنهُ يَكرهُ منه الذكريات
إنهُ يَكرهُ يومه والأمنيات
إنه يَكرهُ كُلَ شيءٍ كل شيءٍ
بِلا وجوده حَتى أوقاتِ السبات !
أيها العَابر قُل لي ..
هَل طِبتَ من جرحي حبيبي؟
أنا لَنْ يُبرىَ منكَ جرحي
يا جَلاديْ , وَحبيبي