مُجاراة بسيطة لنص نزار قَباني
قُولي لَهُ إن جَاء يسألُكِ
إني عَلى العَهدِ القَديم مَا زلتُ ألقاهُ
في مَكتبي جاءت قَصائده
تَنعى الهَوى بيني وبيناهُ
لا لَم تَمت أشواقي ولَم تَفنى
مَا الحب إن شق النور ليلاه
يا مَوطني في الصدقِ كَم ناءت مسافاتك
إن جئت تَسألني عَمن ضَحاياهُ
إني أنا المقتولة الكُبرى
في بُعدِكَ الدَامي أقلعتُ عيناهُ
عينانِ من كثر البُكا أبيضا
أينَ المُردُ عينانٍ كانتا ترعاهُ
ماذا أقول لَهُ إن جاء يَسألني
إن كُنتُ أكرهه أم كنتُ أهواه ؟
قُولي لَه إني أرتِلًكَ !
في مُصحفيِ علَّ الزَمان يُعيد الماضي
مِن حيثُ أفناهُ
أيضاً وقولي إنكِ كُنتِ
مِن شدةِ الشَوق تشتمي بَقاياهُ
وابكي عَلى صَدرهِ الفيّاض
حين رَحل
أخبريه في القَلبِ والله سكناهُ
إن لَم تَكن يَوماً لسفينتي مَرسى
من ذا الذي يَحضن عظامَ محبتي
حين المَوت أضناه
ماذا أقولُ له إن جاء يسألني
إن كُنتً أكرهه أم ما زلتٌ أهواهُ
لملم شتاتَ مَحبتي
كَيف الكُرهُ يوقظني
والدَمعةُ المحرومة الكُبرى
تَخشى حينَ تلقاهُ
الكُرهُ في الحُب شائعٌ جداً
لَكنني لَم أبني ذاك القَلب
إلا مِن مُحياهُ
إني أنا بِنتُ الشيّم !
أسماني والدي مِثل ما أسماهُ
رَباهُ أينَ محرري من ذاك التعب
رباهُ يا رباهُ يا رباهُ
أدخلني جَنةً في قَلبهِ
وأدخله في قَلبي ناراً
من شدةِ الشوق تَصلاهُ
واكبب على جرحي الأخيرَ مُلمةً
كَي أرتمي يا جُرحاً في ثناياه
ماذا أقول لَهُ إن جاء يسألني
إن كنتُ أهواهُ أم ما زلتُ أهواه !