مِنْ خَلفِ شباكٍ تَرفرفَ خاطري
حينها كُنتُ عَلى الكرسي أجلس
في يدي بَعض الجروح
بينَ عيني بعض حكاياكْ
في جبهتي تندكُ أصداء القروح
كُنتُ أكل ماتبقى من غيابك
أتذكر كَيفَ يغريني سرابك
كَيفَ يُتعبني انشغالك
كَيفَ يُدميني صراخك
كَيفَ يسقطني هيامك
وادندنُ في الهَوى وقعُ خيالك
وابلل تِلكَ الشفاه الذابلات
واطمأنها عَلى حالي وحالك
وَحدي أجلس ..
كنتُ وَحدي
سَامحني حبيبي إني اكذب
لَم أكن يوماً لِوحدي
كُنتَ ثانياً تبحث عني
صرت ثالثاً تسكن لحدي
رابعاً بينَ الحنينِ يتعبك صدي
خامساً في مُهجتي أنقذتَ حبي
سادساً تَسبحُ فَوق أمواجي ومَدي
سابعاً قد خفت مِن جَزري .. وأسكنتكَ مهدي
ثامناً لم تمت بي .. بَل قَد مُتَ بعدي
تاسعاً نادتكَ أيامي , فتجاهلتَ لردي
عاشراً .. ماذا دَهاني
قَد رأيتُكْ ..
وبدأتُ الآن أهذي !
من خلفِ شباكٍ ترفرف خاطري
حينها كُنتُ على الكرسي أجلس !
ونِداءٌ كان يصدح
يا مسافر ! انتشل اغراضكَ المزريه حَالاً
وإلى بَوابةِ الطائرة تَوجه هيا حالاً
وأنا مِثل المَجانينِ أفكر
هَل خَلفَ ميعادي أرفرف !
أم إلى حضنك أولي ؟
هَل إلى الدُنيا الجديدة هذي أدلف
أم إلى صوتِكْ آهٍ منه كَم كان يدوي !
بيننا كان زُجاج !
عَصَفتْ فينا المشاعر
وكأنَ البَحَرَ قد ثَارَ على صَمتِهِ وانفجر
في هيئةِ الأمواجِ .. أمواجْ
صَاحَ صوتٌ
يا مُسافر .. لا تَمتْ بين الذكريات
إنِها وأدٌ إلى المَاضي يَجركْ
وإلى الحَسرةِ حيناً سَوفَ تنقادُ بَعدَ ميقاتِ الحياة
يَا مسافر , دَعَ عَنكَ أحَبالَ الشتات
لا تنمْ بينَ الأحلامِ لا ولا حتى الأمنيات
قُمتُ فجأة !
كُنتُ أركض , وخيالكْ كَان يسبقني هُناك
بتُ أبكي .. لا أريدكْ
أنا أعلم انني كُنتُ مُناك
لَكنكَ في زَحمةِ الأحداثِ مني انسحبت
وتركت الخذلانَ يأكل .. مَاتبقى من وجودك
لا أريدك ..
قَدْ وصلت إلى تِلك المَحطة
قالت المرأةَ عفواً
قد تأخرتِ يا حلوه
فهرعتُ إلى ذاكَ الزجاج
لم أجدك !
واحلاميَّ نكبة
وخِذلاني فيكْ .. قَدْ صَار عنوه !
لَمْ أجدك !
في أوقاتِ المآسي لم تكن حتى هناك
في ابتساماتكْ لَم أكن أسكنْ شِفاك
لم تَكن يوماً هناك
لن تكن حَتى هُناك !
قَد متَّ فيَّ
وتنفستُ هَواك
قَد ذَبحتَ القَلب فيَّ
وصَفقتُ لكَ
مِن خنجرٍ لم يَغرسهُ غيرك
لا و لا غير سواك !
لم أجدك
لم تكن يوماً هناك