الجمعة، ديسمبر 31، 2010

بنت الدُخان



انفثي الدُخَان مِن عُمقِ الرئة !
انفثي كُل الهموم
أنا أكرهها جَميعاً حين تَجثو فَوق صدرك
بينَ لحمك , خَلف ظهرك , تحت نعلك
وتُصلي فَوق قَلبك ! ركعتين
من صَلاةِ الاستسقاءِ يوماً
فَهطلتِ تسعلين
تسعلين الموت في هيئةِ زفرة
تَكتمين الحُلم ظناً أنهُ نزوة
لَيتكِ يا بِنتَ الدُخان !
تشهقينِ !
تَزفرينَ الجرح الأخير
فأقول :
- انفثي الجرح الأخير
- إنه لَيس الأخير , إنه شيءٌ كبير
- بالإرادة , يَصبحُ الكبر إلى شيءٍ صغير
- أيا ليتَ جروحي ! تَنتهي ملأ الإرادة !
إنها ندبة وَحطت فوقَ نحري
وأودعتُ ارتياحي , وأعلنتُ حداده
انفثي يا بنت الدُخان من عمق الرئة
انفثي الكبتَ المريع
انفثي الجرح السريع
يَوم آويتِ المنايا بين صدرك
كُنتُ أعلم !
أن دمعك قد يَهابُ التَمثيل في مَسرحِ ليلك
أنَ عقلك يَرفضُ الرقص على حلبة سهدك
انفثي كُل الجروح فوقَ قلبي
نَكسي حتى الصروح على صدري
كنتِ تبكي يومَ كُنتِ فيهِ حبلى !
فيه ارتكبنا بالقدر أكبر خطيئة
يَومَ سَوينا من الذكرى ! أنثى رديئة
يومَ عالجنا مآسينا بالهوى
يَوم داويتُ جروحي من فعل النوى
بالهوى , بالهوى !
فأقول :
صَهٍ يَا جُرحَ الليالي
صَهِ يا صَوتَ الأماني
صَهِ يا مَوت زَماني
اخرسي يومَ صَرختِ بالرحيل
قد قَطعتِ حَبلَ سري
يَومَ أعلنّا الوِلادة !
كُنا للتوِ عشيقينِ نُغرد , كالحَمامة
قلتُ أهْواكِ لُبابه
قُلِتِ وأنا أيضاً , انتهت هيا العلاقة
فَرفعتِ وزرَ حُبكِ
واستعديتِ لجُرحِك
وغرزتِ فيَّ سيفك
ثُم ناديتِ الرحيل
نزلي كَفِ القَدر حِين لَوحتِ لذاتي
حِين سَطّرتِ الدُموع , و قررتِ وفاتي
صَهٍ يا جُرحي الأخير
صَهٍ يا حُزني الكبير
صَهِ يا قلبي الكسير
فتذكرتُ زماناً حين قُلتِ
- إنهُ ليسَ الأخير , إنهُ شيءٌ كبير
- بالإرادة , يصبحُ الكبر إلى شيءٍ صغير
كُنت أحمقْ حين قُلت !
أن الإرادة تَمحو آثار الرحيل
تَصمُ آذانَ الحبيب عَن صوتِ العويل
كُنتُ أحمق !
حينَ آثرتُكِ نفسي
كُنتُ أحمق !
حينَ أرغمتُكِ لحظة !
أن تُحبينِ بصدقٍ وأنا أعلم !
أنكِ أنثى , ضاجعت مَعنى التنوع
ترى كُل الرجال , كعكٍ
طعمه بات مشوق
فتُريد !
أن تذوق , مِن كل القطع , طَعم العذاب !
أن تغرسَ سناً في جيد الكعك !
ثم تَهضم القِطعه سَريعاً
حتى تهوي إلى أسفلِ درك !

لن أعتذرُ أبداً , عن الغياب الذي كَسى ملامح المكانِ هُنا

وأشكرُ كُل من سأل عني وهم الذين كَانوا " لا أحد " ! ..

ولن أبادرَ بالعتاب فأنا أول المقصرين

الأربعاء، ديسمبر 01، 2010

ألفينِ قطار

ألا هَل أتاها مِنَ الشوقِ سهماً
كَوى الضِلعَ مِن حَرةِ الأقدار
وكَيفَ الغيومُ تَلت مِن بُعدنا
وَمدامعُ الغَيمِ كالأنهار
سُقمٌ هُوَ العيش بِلا وَردتي
والقَلبُ يَزهرُ بعدها " صَبّار "
أيَا خَلقُ الإلهِ وإن شَدت
أبياتُ شِعري بالهَوى أسرار
كَيفَ الحكايا تكتظُ صَدرَ مَساحتي
وكَيفَ فؤاديَّ المَلهوفِ للإمطار
يَا كُلَ شيءٍ في الهَوى يأبى
إلا أن يَكونَ صَليباً مِن صُلبهِ جَبار
وَرفعتِ رايةً بيضاءَ كانت للسلام !
وقَتلتِ كُلَ الوصالَ إلى اكدار
اعلم يَا موتيَّ المكنون في عمق الحشا
أن حبيبتي لا تَرضى بالإثمار
لا تَرضى أن تَكون مُكملي الثاني
فكَيفَ ترضى بأميرتي .. نجار ؟
لَو كُنتُ أعلم أنكِ عاقرٌ
لا تَنجبين من الهوى إيثار !
لَعمركِ ! يَهواكِ التُراب المدلهم
وتشتاقُ اللحود لحضن عيناكِ الأطهار
وغششتِني ! ونَصبتِ في القَلبِ مكيدة
صَادت بها قَلبي , يُرفرفُ في العُلا أعذار
أحبها , والليلُ يسكن خاطري
والأمنيات بأن تَكونِ إليَّ قيد الإشهار
وللأيامِ بينَ لقائنا حَسرة
وللفقدِ الشهيُّ حكايةً من نار
إن عُدتِ ليَّ فإنكِ مالكتي
في كُلِ يومٍ قَدمتُ عينايَّ إفطار
وإن غَدوتِ عَن جسدي المرمل !
كَسرتِ خَاطري المصنوع من فخار
فـ سَلامٌ عَليكِ أينما كُنتِ
واعلمي لَم تفوتُ مِن عمريَّ لحظةٌ !
كَما فاتَكِ اليومَ ألفين قطار