السبت، نوفمبر 13، 2010

الدُر يَكمنُ فيهما


حنينٌ لَيسَ ينساني
وحزنٌ صَارَ يرعاني
وصَوتٌ مِن فمِ الطُهرِ
سَمعتُ الآنَ نبراته
أبي يا مَحفلَ الدُرِ
وشمسٌ أدفأت كُلي
وعَينُ لَم تغب عني
مَسحتُ الآن عبراته
لِمَ يَا وقت لَم تشكي
طوال العُمرِ في الأسرِ
بأنَ الوقتَ في عيني !
جماداتٌ سكون
وأن المَنزلَ الخَاوي
نارٌ في الحشا كاوي
وصَرخاتُ الحنينِ !
ضَجتْ في جنون
وأمي لَم تغب عني
كَما الأشواقُ في دمي
وعيني غيّمت يومي
بأمطارِ الظنون
أيا يا عشنا الخالي
وجدتُ الآن مكيالي
أبي نَجمٌ
وأمي في العُلا تَسكن
وتَهطلُ بيننا حُباً
وهم لا يَعلمون
أخافُ الفقد .. مِن أمي
ومَشيٌّ من على الجَمرِ
يُضاهي حرقةَ السمِ
ويَغلي الشوق في دَمّي
وهم لا يعلمون
أحنُّ لصَوتها !
مِن عَطفه خَرت مَلائكةُ السماء
أحنُّ لقَلبها !
من بين أوقاتِ البكاء
وفيَّ المنزل المركون نارٌ
ووجودها يطفئ النيرانَ !
فينتشرُ النقاء

أبي يا رايةً بيضاء
و صبرٌ للعطشى ماء
ونَهرٌ مِن فؤادِ الحُبِ
يَخلعُ جلده كسوه
لِيحمينا مِن البرد ِ
وسواهُ لنا مَوقدٌ دافئ
وسواهُ غطاء
وأمي لَم تَزل تَزرع
ثمارَ الحُبِ في البستان
وتَقطفُ شيباتها خيطاً !
تحوكُ لأجسادنا فستان
أحنُّ لها !
ولَم يمضِ الرحيل سوى ساعات
وأيُّ الأماكن المُتحجرة !
التي لَم تمتْ فيها الأمنيات ؟
وأيُّ النفوس التي لفراقها عاشت
وخرت في سبات ؟
وفي كُل الزوايا ترتجُ أشواقي
من غيرِ أمي .. قِطاريَّ فات !
وَترحل ,
مِنْ قَبل ميعادٍ لنا قد حُدِدَ !
وبِلا وَداعٍ , ولا كَلامٍ قَدْ رُدِدَ !
فؤادي الهائمُ الولهان
وعَقلي الحائرُ التعبان
وأشواقي الأبيّة قائمة
وقلبي الضائقُ المليان
وشوقي الطائرُ الحيران
وبسماتي الملمة نائمة
وفيَّ الشَوق قد فاق الأفق
والحُزنْ حَبلٌ مَارس الرقص
مِن على نُحلِ العُنق !
وأيُّ الأماني غير أمي
وهذا الحنانُ من صدرِ أمي
و عطر الوداع
لم أشتمهُ مِن كَفِ أمي !
وفي الجبينِ خُطّت الدعوات
أن أرجعها إلى حيث الأماكن من دونها
تَخلو من الحياة

وأميِ الشمسُ إذ غابت
وأمي النار إذ صامت
وأمي الذكرى إن عادت !

وبِلا أبي , والشوق رجَّ قصيدتي
وبلا أبي , حبيبٌ , خافَ نُطقَ " حبيبتي "
وبلا أبي , الحب أنزلَ عبرتي
وبلا أبي , البيتُ يَهوي بالشدةِ
والعين تدمعُ حيرتي
والدمعُ يَسرقُ وحدتي
وبلا أبي !
المَوت يَسكنُ بيننا
والفقد غرّدَ لحننا
والعشُ هدمَ وصلنا
وكَما أنا !
وكما أنا !
أشتاقُ الوصال إليهما
وكما أنا !
وكما أنا !
أحوكُ دُنيايَّ ذخراً لعينيهما
وكما أنا
أشتاقُ الوصال إليهما
على الهامش :
ودُنيانا بلا قَمرينِ صَارت في ظلام ,

السبت، نوفمبر 06، 2010

هيا عودي , يا ذكرياتي !



هيا عودي يا ذكرياتي
هيا عودي !
كَم كُنا نعيش ,
بنعيمٍ زاخرٍ فَوق العطاء
كُنا نضحك , ثم نضحك ,
ثم حلقنا فوق غيماتِ البكاء
كَم كُنا نقتلُ أشلاءَ الوجوم
نَسرحُ في الأفق البعيد
حتى عدينا النجوم
صِرنا نُدافع عن هوانا
حتى في وجهِ الرياح
قد أعلنَّا الهجوم
والحُبُ أصداءَ قصيدة
والكذب فينا لمْ يَكن وقع مصيدة
كَم ذرفنا من عقاقير العطور
نفحةَ الغدِ الجميل
فَوقَ أقدارِ الزمان
عَلقنا مآسينا , سنان
وفي جَوفِ أمانينا
قَد قتلنا اليأسَ , ويَسوينا الأمل
عَلمتني أن الهَوى يَلقى محل
في كُل دكانٍ أجدهُ !
صرتُ أبتاعُ الغرام
في كُلِ حيِّ لم أزرهُ
صرتُ ألقاكَ ظلام
هيا عودي يا ذكرياتي
هيا عودي !
لَما يَخلقُ الله المرض في أبداننا ,
كُنا نبكي
لما يبعد الوقت اللقا ما بيننا
كُنا نشكي
كُنتَ تسأل
- لِمَ أخركِ الدهر ؟
- إنهُ كَانَ السهر !
- لِمَ أدماكِ الدهر ؟
- إنهُ كان القهر
- هيا قولي .. أينَ كنتِ أيامَ المطر
- كُنتُ في الغيمِ أنا ..
كُنتُ أبكي .. لَما أشعلتَ برأسي ,
شيباتِ الكدر
- لِمَ عيناكِ هَزيلة ؟
- إنها مِنْ طعناتِ الأمسِ تزيله
- ماذا تزيله ؟
- إنهُ اليأسَ الذي قد زرعتهُ الكلمات !
- تقصدينَ الأمنيات ؟
- أقصدُ فاكَ حين يشدو بالنكات
- تقصدينَ العبرات ؟
- أقصدُ الموت الذي صرتَ تكفنهُ بجسمي
- إنهُ الحب بصدري !
- أيَّ حبٍ تقصده ؟ .. إنهُ كانَ الألم
- لم يكنْ إلا أمل
- يا حبيبي أنتَ تكذب !
- لا تقولي هكذا
- هيا قل لي إذا .. أنتَ ماذا ؟
- أنا هذا .. هذا
- أي هذا ؟
- أنا من حزنِ فرقاك قد عُميت ,
من ظلمِ الدهر كم كُنت شكيت
- أنت لم تُعمى أبد ,
أنت لم تشكي أبد ,
جلَّ ما ترمي إليه ..
إنه الشوق إلى عربدةٍ أخرى
هذا ما ترمي إليه
- أنتِ حقاً ظالمة !
- أضحكتني , أضحك الله سنّك .. إنني حالمة
- أي حلمٍ تحلمينه ؟
- ذلك الحُلم البعيد
- إنه جداً قريب
- لا لالالا , إنه حلمٌ جديد
- أخبريني .. كيفَ يكون ؟
- إنه شبهُ صعب
- قولي لي .. ربما أقتله في خاطركِ المتعبُ جلَّ أنواع التعب !
- إنه حلمٌ رحل
- هيا قولي , وقته ها هوَّ حل
- إنهُ يَومَ أناديكَ رجل !!
صفعني جداً بشدة !
قد ضحكت ,
- إنك لم تكن يوماً رجل
صفعني جداً بشدة !
هيا عودي يا ذكرياتي
هيا عودي
كُنتُ أخشاكَ إذا كُنت عليل
كُنتُ أخشاكَ إذا صرتَ ضرير
كنتُ أكره كُلَّ الحكاياتِ المخيفة ,
حينَ تحكيني تقول , راحلٌ .. راحلٌ
بدموعٍ كَانت تشكو دمعة كانت عنيفة
كُنتُ أهوى أمنياتك
صرخاتك , نبراتك
صلواتك , حسراتك

هيا عودي يا ذكرياتي
هيا عودي !
خلّفتِ من وراء السرعه !
حاضرٌ ها يستغيث
أين باقاتِ الغرام ؟
لمَ لا تتقنُ إلا كلماتٍ في الملام ؟
أحتاجك أنا
أحتاجك أنا .. كَطفلٍ جائعٍ وقتَ الفطام
كحبٍ شد أضلاعي كَما شدَ الحزام
أشتاقكْ أنا
كَما يُرمى اللحم ,
مِن شدةِ الجوعِ يأكلهُ القطام
كَزلزالٍ قَوي , حَول البلدة !
إلى كَومه .. مِن حطام

أنتَ وحشٌ كاسر وقت الظلام
أنتَ إنسانٌ أبد .. لا لم تعي , معنى الهيام
لم تعي مَعنى الكلام ,
لم تعي مَقصدَ أنَّكْ , تَشدو للكمال
يا حبيبي .. أنا في الوقتِ المحدد
صرتُ أخاف
رَاحلة !
راحلة !
عما قَريب ,
والسلام ,
لن تَجد في أيّ أنثى مِثل الشيّم
أنا من بينِ الملايينِ وفيّة !
أنا أنثى أزلية ,
ولحسن الحظ !
لم يهزني أي رجل ,
ولما وجدتُ من دكدكني !
كانَ قد كان رحل !

على الهامش :